استضافة الارهابي الرائد أفيخاي أدرعي (1982) في قناة الجزيرة (تأسست عام 1996) وتحت عنوان
غير موفق للحلقة ولا يتسم بالذكاء ( هل أنهى النظام السوري تفوق إسرائيل الجوي؟)،
ويبدو إن الهدف كان ظهور أدرعي وليس القاء الضوء على عنوان الحلقة.
و يجب أن نذكر بعض الحقائق المهمة :
أن وجود قواعد أمريكية في قطر هو مصيبة أكبر من ظهور أدرعي في برنامج لمحطة إخبارية هي جزء من أدوات دولة، لذا لا يمكن أعتبارالنظام في قطر قد كفر الآن، بينما هناك مصيبة أكبر لا يتم ذكرها.
ويتم التغافل عن ذلك لأن إيران هي من استفادت من غزو العراق وهو ما يشكك في محور إيران الذي وزع الحلوى يوم احتلال بغداد والذي يتاجر بالقضية الفلسطينية بينما هو أكثر الجهات واخطرها طعنا لها
إن قطر دولة
فيها قواعد أمريكية، خرجت منها أيضا مثل الكويت عام 2003 قوات غزو العراق وقتل شعبه، وتدمير بلاد هي
المانع الحقيقي لتحقيق نقطة لصالح المشروع الأمريكي في الحرب على الإسلام. وحقق
الغزو أهم انتصار لواشنطن في الحرب وهو تنصيب حكومة ميلشيات شيعية موالية لإيران ومعادية للعرب والإسلام.
إن الجزيرة ليست قناة تسعى وراء الحقيقة، بل لها أهداف محددة كأي وسيلة
إعلامية بالعالم. وهنا هي لا تريد المهنية بالتأكيد، بل تريد حكومة قطر المالكة للقناة
أن تحقق مكاسب سياسية في ظل حصار لها من دول أيضا تابعة لواشنطن.
ومن منطق المكاسب الذي تحققها قطر عن طريق استضافة الجزيرة للناطق بلسان جيش
اسرائيل الارهابي، كان يمكن أن يحقق الأمير الشاب المكاسب الأكبر لو سمح باجراء
انتخابات برلمانية في بلاده، واختار شخصية من ابناء قطر ليكون رئيسا للوزراء، بما
يشكل حقا أزمة لدول الحصار التي تعاني من مرض الحاكم الذي يعتقد نفسه آلها في قريش.
لا يمكن أن تطلب موقفا ثوريا من اي نظام عربي. فالجميع انظمة
أما عائلية أو رجعية او كلاهما معا وجميعها غير ديمقراطية. ويمكن تشبيه هذه
الأنظمة بإدارة سجن سيئة السمعة.
النقطة المهمة إن الولايات المتحدة الأمريكية هي "الرأس الكبير" الذي يحدد المهمات
والأدوار ويدعم عمليات إيران واسرائيل في المنطقة، أي هي من توجه طهران وتل ابيب
معا. ولنتذكر حكمة السياسي السويدي "اخدمك اكثر في السر اشتمك اكثر في العلن
هي المفضلة في طهران.
ولنتذكر عندما حملت الطائرات الإسرائيلية الصواريخ إلى ايران عام 1985 كان جورج بوش الاب نائب الرئيس الامريكي رونالد
ريغان هو من قاد صفقة تزويد طهران بالسلاح عبر اسرائيل و هو من قاد العدوان
الثلاثيني على العراق عام ١٩٩١
وللأسف لا نملك استراتجية عربية تنطلق من هذه الأرضية لا محلية ولا مشتركة.
وهذا هو السر
الذي يجعل أي سياسة عربية ضد إيران لا تنجح وأي مغازلة لإسرائيل لا تكفي. لأن
السياسة العربية تعتمد على دعم أمريكي، وهذا الدعم لن يأتي، ولن يتحقق، وإذا تحقق
سيكون في صالح طهران.
واشنطن لا تريد انتصارا سريعا للسعودية، وكما كان ال صباح في الكويت
"فخ" لاستفزاز العراق واستدراجه عام 1991، كان هناك وبتحريض أمريكي من
يدفع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لدعم الحوثي ضد الإصلاح، لعبت هذا
الدور حكومة أبو ظبي الداعم السابق للحوثي للقضاء على تيار الاصلاح (الاخوان).
وعندما رحل الملك عبد الله واستلم سلمان، اكتشف إن دعم الملك عبد الله بن
عبد العزيز وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للحوثي كان كبيرا لدرجة انتصر فيها
النفوذ الإيراني على أي نفوذ اخر.
وبدلا من أن يستدرك الوضع بخطة تؤسس لدعم شرعية هادي بدون تدخل عسكري منها
ومعه جبهة عريضة من المتضررين من الحوثي وعلي عبد الله صالح تورطت في تدخل عسكري
يستنزفها كل يوم، ويقتل فيه ابرياء.
وعندما طالت الحرب ألمح له من ورطه إن بدائل النصر يمكن الحصول عليها من
خلال تحقيق استراتجية "اليمن المدمر" الذي لا يجب القلق منه بعد ذلك،
وهو ما يكون سببا في نفوذ لأبو ظبي هو أكبر من حجمها وامكانياتها، والتحريض
الأمريكي لأن تقوم الإمارات بهذا الدور هو في الأساس السبب الذي سيجعل من طعنة
محتلمة وقريبة للإمارات احتمالا قائما.
أن دائرة المستشارين للملك السعودي وابنه غير المؤهل تبدو سيئة، وهم أقرب
لأن يكونوا موظفين يعملون لحساب واشنطن من مستشارين للحكم السعودي.
تتخذ واشنطن هذه الاستراتيجية كجزء من الحرب على الإسلام والعرب ولحماية
إسرائيل وتبقي الأنظمة العربية غير الشرعية - كلها كذلك - في حاجة للراعي الأمريكي
باعتبارهم خرافه حتى لو كانت غير المدللة.
في استراتجية المواجهة هناك ما يجب الوقوف عنده رغم انها غير موجود حاليا.
أما ان تجمع الاعداء عند التصدي لهم حتى تكون افعالك منسجمة وانت تتوجه نحوهم، أي تبني استراتجيتك على ضوء ذلك، ولا اقصد الحرب، بل اقصد وسائل مواجهة دولة
ما لدولة اخرى بدون حرب.
أو ان تفرق الاعداء وبذلك لن يكون هناك من يطعنك من الخلف، لكن هذا لا
يفلح إن كان لديك عدوين لهما نفس الموجه والمفكر.
لكن إدارة واشنطن لافعال طهران وتل ابيب يقدم الخيار الثالث المختلف.
سنتحدث عنه لاحقا
تعليقات
إرسال تعليق